***
العنف الأسري في المجتمع
إنّ العنف الأسري من الظواهر القديمة إذ عرفها المجتمع الروماني حيث مورس على النساء والأطفال وعدّوا من الممتلكات التي يجوز الاعتداء عليها. ولم يخل منها مجتمع، ولم تتقيد بحدود إقليمية ولا انتولوجية ولا ثقافية ممّا يستدعي النظر في العادات والتقاليد والأعراف التي تحكمت في المجتمعات وشرعت للعنف الأسري. وخاصة منها التي كرست التمييز بين المرأة والرجل وحقرت من شأن الأطفال وتضمنت أفكارا تسيطر عليها النظرة الدونية لهذه الفئة إضافة إلى الفقر والإهانات والإذلال.
مع تحديد الأدوار في الحياة، واعتبار دور المرأة أقل بكثير من دور الرجل لأنه العائل والعامل ممّا ولد شعورا بالتفوق الذكوري الذي أدّى إلى علاقة متوتّرة بين المرأة والرجل كثيرا ما تؤول إلى العنف والاغتصاب والضرب والإهانة والخيانة داخل الأسرة.
وظلت المرأة والطفولة الأكثر عرضة للعنف الأسري في المجتمعات كلها وبصفة خاصة في المجتمعات العربيّة الإسلاميّة، فهي عرضة لعنف الأب أو الزوج أو الأخ.
وقد تجاوز ضحايا العنف الأسري من النساء ضحايا حوادث الطرقات ومرض السرطان، ويكفي قراءة بعض الإحصائيات العالمية التي تبعث على الرعب والذّهول.
صرحت شهرية "العالم الدبلوماسي" أنّ ثلاثة نساء تقتل في ألمانيا كل أربعة أيّام
امرأة تقتل في انقلترا كل ثلاثة أيام، فأكثر من 50% هنّ ضحايا الزوج أو الشريك وتردد نسبة العنف لتصل 28% منذ 1991 إلى اليوم.
امرأة تقتل في فرنسا كل خمسة أيام، وأنّ 97.2 من عمليات الضرب تتمّ بين الأزواج.
امرأة تقتل في اسبانيا كل أربعة أيام.
وفي روسيا تموت 14000 امرأة كل عام من جراء العنف الرجالي.
وبينت الإحصائيات أن مليون وثمانية مائة ألف امرأة تعنف سنويا في الولايات الأمريكية المتحدة و51 من نساء فرنسا، و6% من نساء كندا.
أما في العالم العربي والإسلامي والإفريقي فإن العنف متفش بكثرة داخل الأسرة فآلاف النساء تموت ضحية جرائم الشرف في باكستان وفي غيرها من البلدان كبلدان الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مع العلم أنه من الصعب حصر هذه الظاهرة، ومعرفة النسب الصحيحة لأن أغلب تلك الحوادث لا تدخل في الإحصائيات الرسميّة.
ويستهدف العنف الأسري النساء والأطفال والمسنين، ويمثّل هذا النوع من العنف انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية، ولذلك ما تنفك المبادئ والمواثيق الدولية تسعى لمنعه وقد صادقت ما يقارب من ثلث دول العالم على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة التي صدرت في ماي عام 1964 عن الأمم المتحدة.
والمفروض أن يتّخذ شعوب العالم نصوص الاتّفاقيّة مصدرا أخلاقيا لسكان الكرة الأرضيّة جميعا تحدّد معاملتهم للمرأة وللطّفل، وأن يتقلّص التمييز بين الجنسين وخاصة إذا وجدنا المادة الثانية عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أنّه "لا يعرض أحد لتدخّل تعسّفي في حياته الخاصّة أو في أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في حماية القانون له"
ورغم ذلك فإنّ العنف لا يزال منتشرا أو خاصّة العنف الأسري فما هو العنف؟
تحديد مصطلح العنف:
يعرّف أنّه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه والعنف هو سلوك أو فعل أو قول يؤذي الغير ويتّسم بالعدوانيّة، يصدر عن طريق قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعيّة أو دوليّة يهدف في إطار علاقة قويّة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مما يتسبب في إحداث أضرار ماديّة أو معنويّة أو نفسية لفرد أو لجماعة أو لطبقة اجتماعيّة أو لدولة أخرى"
وبالتالي يعدّ العنف حسب المعجم الفلسفي "مضاد للرفق ومرادف للشدّة والقسوة والعنيف هو المتّصف بالعنف فكلّ فعل شديد يخالف طبيعة الشيء مفروضا عليه من خارج فهو بمعنى فعل عنيف" .
وتذكر الموسوعة العلميّة تحت مادة عنف ما يلخص مفهوم العنف بأنّه كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضدّ أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولا أو فعلا هو فعل عنيف يجسّد القوّة الماديّة أو المعنويّة.
أما العنف الأسري –استرواحا ممّا سبق- فإنّه سلوك يقوم به فرد من الأسرة تجاه فرد آخر ليتعدى عليه جسديّا سواء كان الاعتداء خفيفا أو شديدا، عن قصد أو عن غير قصد لأجل أسباب أو لغير وجودها كالغضب والفشل والإحباط والانتقام أو التأديب أو الدفاع عن الذات، أو القهر والإجبار على تلبية رغبات معيّنة، أو الإجبار على المنع من القيام بمهامها ينتج عنه إيذاء بدني أو نفسي أو كليهما معا.
وقد يكون العنف الأسري من أحد أفراد الأسرة مسلط على الآخر دون عذر ولا مبرر ليلحق به ضررا ماديا أو معنويا أو كليهما معا وحدّد ذلك ب:
الضرب بأنواعه والحرمان من الضروريات والأساسيات، والحبس، والجبر على إتيان فعل ضدّ رغبته، وكذلك الشتم والطرد، والاعتداءات الجنسيّة والتسبّب في كسور أو جروح، والتسبّب في إعاقة أو قتل .
وندرك من هذه التعريفات أنّ العنف الأسري سلوك عدائي يؤدي إلى إذاء فرد لفرد آخر داخل الأسرة وقد يكون هذا تعبيريا كالكلام الجارح والتهديد، وقد يكون فعليا كالضرب والاغتصاب والحرق والقتل، وقد يجمع بين الاثنين فيجمع بين الإيذاء الجسدي والنفسي الناتج عن إصابة أو معاناة.
وقد يكون الاعتداء من جماعة على فرد من الأسرة، أو من فرد على جماعة من الأسرة.
أنواع العنف:
يمكن أن نجمل أنواع العنف في ثلاثة:
1. العنف الأسري: هو الذي يتمّ داخل العائلة ويتمثّل في الضرب والاغتصاب. وتطبيق العادات الضارة كتشويه الأعضاء التناسلية للبنت، وتفضيل الذكر على الأنثى، وزواج الصغيرات لما في هذا النوع من الزواج من "إكراه للطفلة ويحرمها من حقوقها في التعليم ويحمّلها أعباء نفسيّة واجتماعيّة وصحيّة ويصيبها أو يحتمل أن يصيبها بسببه ضرر نفسي أو صحّي أو جنسي" والعنف الذي له علاقة بالمهر وسائر العقوبات بموجب الأعراف الاجتماعية واستغلال الدين.
2. العنف المجتمعي: وهو الذي يمارسه المجتمع على الإنسان مثل الاعتداءات الجنسية كالاغتصاب، والتحرّش الجنسي في مواطن العمل والمؤسسات التعليمية، وغيرها من الأماكن، نضيف إلى هذه تجارة الجنس والبغاء السري والعمالة المنزلية، والعنف ضدّها، وصور الخلاعة المسيئة للمرأة، وعنف الدول أو تواطؤها على ارتكابه عن قصد أو عن غير قصد. والعنف أثناء النزاعات المسلحة، والعنف ضدّ اللاجئين وخاصة النساء المهاجرات، والعنف عند الحجز.
3. العنف الثقافي: وهو العنف الناتج عن ثقافة دينية أو مجتمعية تستغلّ لتكريس العنف الأسري واكتساب شرعيّة إيديولوجية لممارسته.
ويتفرّع عن هذه الأنواع الثلاثة للعنف، العنف القانوني الذي يتمثّل في حرمان الزوجة من أبنائها وفي طردها من البيت وطلاقها لأتفه الأسباب. والعنف الاقتصادي الذي يمارسه الزوج مثل مصادرة أملاك الزوجة أو حرمانها من الإنفاق عليها وعلى الأبناء.
ويحتل العنف الزوجي المرتبة الأولى من بين أنواع العنف ويعتبر بيت الزوجية من الأماكن الأكثر خطورة على المرأة فإنّ 70.1% من أنواع العنف الممارس على المرأة تقع داخل بيت الزوجية. فهو يمثّل نسبة 74% يليه العنف المؤسساتي ب 8.8% والعنف المجتمعي ب%4.4 والعنف الأسري ب 4.2% وداخل الإطار الزوجي يمثّل العنف القانوني أكبر نسبة بنسبة 43.6% أعلاها منع الإنفاق بنسبة 58.4% وبعده العنف الجسدي ب 30.4%، ويعد الضرب داخل الأسرة أعلى نسبة ب 80.1%.
وخارج إطار الزواج فإن العنف القانوني هو الأكثر وجودا بين أنواع العنف الأخرى بنسبة 62%، ويتصدّر الحرمان من النفقة أشكال العنف القانوني الأخرى بنسبة 49.2% إضافة إلى العنف المجتمعي وخاصة العنف الجنسي فهو بنسبة 33.9% حيث يتصدّر التحرّش الجنسي المراتب الأولى بنسبة 57.7% والاغتصاب 43.3%.
وداخل الأسرة تمثّل المرأة الضحيّة الأكثر عرضة للعنف الجسدي الأسري بنسبة 6.3%، ويعدّ الضرب داخل هذه النسبة الأكثر بنسبة 74.4%.
وفيما يخصّ الفئات المهنية فإنّ ربات البيوت الأكثر عرضة للعنف بنسبة 56.2%، أما توزيع ضحايا العنف وفق قطاعات الشغل فأغلبيّة المعنفين هن العاملات في القطاع الخاص بنسبة 75.2%.
وفيما يخص زمن العنف فهو كان ولا يزال. واتّخذ أشكالا مختلفة من الضرب المبرح إلى تشويه الأعضاء التناسلية إلى القتل، وأكثر يمارس داخل الأسرة، وأكثر ضحاياه النساء بنسبة خمسة إلى ثماني أضعاف وتصل نسبة العنف من قبل الزوج على الزوجة 21% في حين نسبة عنف الزوجة على الزوج 2%، وتصل نسبة الرجال الذين يقومون بجريمة العنف الأسري إلى 92%، وفي جرائم قتل النساء 30% داخل من مورس عليهن العنف .
أما هذا الوضع المرعب للعنف الدائم والمستمر في المجتمعات يحق لنا أن نعيد النظر في دوافع وجود هذا العنف والبحث عن حلول له.
أسباب العنف الأسري:
لهذا النوع من العنف أسباب عديدة نذكر منها ما جاء في تقرير الأمم المتحدة الخاص بالعنف ضدّ المرأة المقدم إلى الدورة الخمسين للجنة حقوق الإنسان:
1
العنف الأسري في المجتمع
إنّ العنف الأسري من الظواهر القديمة إذ عرفها المجتمع الروماني حيث مورس على النساء والأطفال وعدّوا من الممتلكات التي يجوز الاعتداء عليها. ولم يخل منها مجتمع، ولم تتقيد بحدود إقليمية ولا انتولوجية ولا ثقافية ممّا يستدعي النظر في العادات والتقاليد والأعراف التي تحكمت في المجتمعات وشرعت للعنف الأسري. وخاصة منها التي كرست التمييز بين المرأة والرجل وحقرت من شأن الأطفال وتضمنت أفكارا تسيطر عليها النظرة الدونية لهذه الفئة إضافة إلى الفقر والإهانات والإذلال.
مع تحديد الأدوار في الحياة، واعتبار دور المرأة أقل بكثير من دور الرجل لأنه العائل والعامل ممّا ولد شعورا بالتفوق الذكوري الذي أدّى إلى علاقة متوتّرة بين المرأة والرجل كثيرا ما تؤول إلى العنف والاغتصاب والضرب والإهانة والخيانة داخل الأسرة.
وظلت المرأة والطفولة الأكثر عرضة للعنف الأسري في المجتمعات كلها وبصفة خاصة في المجتمعات العربيّة الإسلاميّة، فهي عرضة لعنف الأب أو الزوج أو الأخ.
وقد تجاوز ضحايا العنف الأسري من النساء ضحايا حوادث الطرقات ومرض السرطان، ويكفي قراءة بعض الإحصائيات العالمية التي تبعث على الرعب والذّهول.
صرحت شهرية "العالم الدبلوماسي" أنّ ثلاثة نساء تقتل في ألمانيا كل أربعة أيّام
امرأة تقتل في انقلترا كل ثلاثة أيام، فأكثر من 50% هنّ ضحايا الزوج أو الشريك وتردد نسبة العنف لتصل 28% منذ 1991 إلى اليوم.
امرأة تقتل في فرنسا كل خمسة أيام، وأنّ 97.2 من عمليات الضرب تتمّ بين الأزواج.
امرأة تقتل في اسبانيا كل أربعة أيام.
وفي روسيا تموت 14000 امرأة كل عام من جراء العنف الرجالي.
وبينت الإحصائيات أن مليون وثمانية مائة ألف امرأة تعنف سنويا في الولايات الأمريكية المتحدة و51 من نساء فرنسا، و6% من نساء كندا.
أما في العالم العربي والإسلامي والإفريقي فإن العنف متفش بكثرة داخل الأسرة فآلاف النساء تموت ضحية جرائم الشرف في باكستان وفي غيرها من البلدان كبلدان الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مع العلم أنه من الصعب حصر هذه الظاهرة، ومعرفة النسب الصحيحة لأن أغلب تلك الحوادث لا تدخل في الإحصائيات الرسميّة.
ويستهدف العنف الأسري النساء والأطفال والمسنين، ويمثّل هذا النوع من العنف انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية، ولذلك ما تنفك المبادئ والمواثيق الدولية تسعى لمنعه وقد صادقت ما يقارب من ثلث دول العالم على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة التي صدرت في ماي عام 1964 عن الأمم المتحدة.
والمفروض أن يتّخذ شعوب العالم نصوص الاتّفاقيّة مصدرا أخلاقيا لسكان الكرة الأرضيّة جميعا تحدّد معاملتهم للمرأة وللطّفل، وأن يتقلّص التمييز بين الجنسين وخاصة إذا وجدنا المادة الثانية عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أنّه "لا يعرض أحد لتدخّل تعسّفي في حياته الخاصّة أو في أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته ولكل شخص الحق في حماية القانون له"
ورغم ذلك فإنّ العنف لا يزال منتشرا أو خاصّة العنف الأسري فما هو العنف؟
تحديد مصطلح العنف:
يعرّف أنّه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه والعنف هو سلوك أو فعل أو قول يؤذي الغير ويتّسم بالعدوانيّة، يصدر عن طريق قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعيّة أو دوليّة يهدف في إطار علاقة قويّة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مما يتسبب في إحداث أضرار ماديّة أو معنويّة أو نفسية لفرد أو لجماعة أو لطبقة اجتماعيّة أو لدولة أخرى"
وبالتالي يعدّ العنف حسب المعجم الفلسفي "مضاد للرفق ومرادف للشدّة والقسوة والعنيف هو المتّصف بالعنف فكلّ فعل شديد يخالف طبيعة الشيء مفروضا عليه من خارج فهو بمعنى فعل عنيف" .
وتذكر الموسوعة العلميّة تحت مادة عنف ما يلخص مفهوم العنف بأنّه كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضدّ أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولا أو فعلا هو فعل عنيف يجسّد القوّة الماديّة أو المعنويّة.
أما العنف الأسري –استرواحا ممّا سبق- فإنّه سلوك يقوم به فرد من الأسرة تجاه فرد آخر ليتعدى عليه جسديّا سواء كان الاعتداء خفيفا أو شديدا، عن قصد أو عن غير قصد لأجل أسباب أو لغير وجودها كالغضب والفشل والإحباط والانتقام أو التأديب أو الدفاع عن الذات، أو القهر والإجبار على تلبية رغبات معيّنة، أو الإجبار على المنع من القيام بمهامها ينتج عنه إيذاء بدني أو نفسي أو كليهما معا.
وقد يكون العنف الأسري من أحد أفراد الأسرة مسلط على الآخر دون عذر ولا مبرر ليلحق به ضررا ماديا أو معنويا أو كليهما معا وحدّد ذلك ب:
الضرب بأنواعه والحرمان من الضروريات والأساسيات، والحبس، والجبر على إتيان فعل ضدّ رغبته، وكذلك الشتم والطرد، والاعتداءات الجنسيّة والتسبّب في كسور أو جروح، والتسبّب في إعاقة أو قتل .
وندرك من هذه التعريفات أنّ العنف الأسري سلوك عدائي يؤدي إلى إذاء فرد لفرد آخر داخل الأسرة وقد يكون هذا تعبيريا كالكلام الجارح والتهديد، وقد يكون فعليا كالضرب والاغتصاب والحرق والقتل، وقد يجمع بين الاثنين فيجمع بين الإيذاء الجسدي والنفسي الناتج عن إصابة أو معاناة.
وقد يكون الاعتداء من جماعة على فرد من الأسرة، أو من فرد على جماعة من الأسرة.
أنواع العنف:
يمكن أن نجمل أنواع العنف في ثلاثة:
1. العنف الأسري: هو الذي يتمّ داخل العائلة ويتمثّل في الضرب والاغتصاب. وتطبيق العادات الضارة كتشويه الأعضاء التناسلية للبنت، وتفضيل الذكر على الأنثى، وزواج الصغيرات لما في هذا النوع من الزواج من "إكراه للطفلة ويحرمها من حقوقها في التعليم ويحمّلها أعباء نفسيّة واجتماعيّة وصحيّة ويصيبها أو يحتمل أن يصيبها بسببه ضرر نفسي أو صحّي أو جنسي" والعنف الذي له علاقة بالمهر وسائر العقوبات بموجب الأعراف الاجتماعية واستغلال الدين.
2. العنف المجتمعي: وهو الذي يمارسه المجتمع على الإنسان مثل الاعتداءات الجنسية كالاغتصاب، والتحرّش الجنسي في مواطن العمل والمؤسسات التعليمية، وغيرها من الأماكن، نضيف إلى هذه تجارة الجنس والبغاء السري والعمالة المنزلية، والعنف ضدّها، وصور الخلاعة المسيئة للمرأة، وعنف الدول أو تواطؤها على ارتكابه عن قصد أو عن غير قصد. والعنف أثناء النزاعات المسلحة، والعنف ضدّ اللاجئين وخاصة النساء المهاجرات، والعنف عند الحجز.
3. العنف الثقافي: وهو العنف الناتج عن ثقافة دينية أو مجتمعية تستغلّ لتكريس العنف الأسري واكتساب شرعيّة إيديولوجية لممارسته.
ويتفرّع عن هذه الأنواع الثلاثة للعنف، العنف القانوني الذي يتمثّل في حرمان الزوجة من أبنائها وفي طردها من البيت وطلاقها لأتفه الأسباب. والعنف الاقتصادي الذي يمارسه الزوج مثل مصادرة أملاك الزوجة أو حرمانها من الإنفاق عليها وعلى الأبناء.
ويحتل العنف الزوجي المرتبة الأولى من بين أنواع العنف ويعتبر بيت الزوجية من الأماكن الأكثر خطورة على المرأة فإنّ 70.1% من أنواع العنف الممارس على المرأة تقع داخل بيت الزوجية. فهو يمثّل نسبة 74% يليه العنف المؤسساتي ب 8.8% والعنف المجتمعي ب%4.4 والعنف الأسري ب 4.2% وداخل الإطار الزوجي يمثّل العنف القانوني أكبر نسبة بنسبة 43.6% أعلاها منع الإنفاق بنسبة 58.4% وبعده العنف الجسدي ب 30.4%، ويعد الضرب داخل الأسرة أعلى نسبة ب 80.1%.
وخارج إطار الزواج فإن العنف القانوني هو الأكثر وجودا بين أنواع العنف الأخرى بنسبة 62%، ويتصدّر الحرمان من النفقة أشكال العنف القانوني الأخرى بنسبة 49.2% إضافة إلى العنف المجتمعي وخاصة العنف الجنسي فهو بنسبة 33.9% حيث يتصدّر التحرّش الجنسي المراتب الأولى بنسبة 57.7% والاغتصاب 43.3%.
وداخل الأسرة تمثّل المرأة الضحيّة الأكثر عرضة للعنف الجسدي الأسري بنسبة 6.3%، ويعدّ الضرب داخل هذه النسبة الأكثر بنسبة 74.4%.
وفيما يخصّ الفئات المهنية فإنّ ربات البيوت الأكثر عرضة للعنف بنسبة 56.2%، أما توزيع ضحايا العنف وفق قطاعات الشغل فأغلبيّة المعنفين هن العاملات في القطاع الخاص بنسبة 75.2%.
وفيما يخص زمن العنف فهو كان ولا يزال. واتّخذ أشكالا مختلفة من الضرب المبرح إلى تشويه الأعضاء التناسلية إلى القتل، وأكثر يمارس داخل الأسرة، وأكثر ضحاياه النساء بنسبة خمسة إلى ثماني أضعاف وتصل نسبة العنف من قبل الزوج على الزوجة 21% في حين نسبة عنف الزوجة على الزوج 2%، وتصل نسبة الرجال الذين يقومون بجريمة العنف الأسري إلى 92%، وفي جرائم قتل النساء 30% داخل من مورس عليهن العنف .
أما هذا الوضع المرعب للعنف الدائم والمستمر في المجتمعات يحق لنا أن نعيد النظر في دوافع وجود هذا العنف والبحث عن حلول له.
أسباب العنف الأسري:
لهذا النوع من العنف أسباب عديدة نذكر منها ما جاء في تقرير الأمم المتحدة الخاص بالعنف ضدّ المرأة المقدم إلى الدورة الخمسين للجنة حقوق الإنسان:
1
