عدم معرفة فوائد التقنيات الحديثة تؤذينا أكثر ممّا تفيدنا الشباب العربي ضحية« ثقافة الموبايل واللاب توب»
اجتاحت الشباب العربي عمومًا في الآونة الأخيرة بعض الظواهر والمشكلات الشبابية والتي لم يألفها المجتمع ولعل أبرز هذه الظواهر الاعتماد على التقنية والمتمثلة في اقتناء أحدث موديلات الموبايل والكمبيوتر المحمول (لاب توب)،وقد وصل الحال إلى بروز ظاهرة شراء أجهزة الموبايل لإظهار أن الشباب يمتلك أحدث جهاز وبمواصفات جديدة رغم امتلاكه جهاز موبايل قد مضى على شرائه أشهر.
واللافت للنظر هو إقدام الشاب على شراء هذه الأجهزة دون الحاجة إلى استعمالها وتبقى أياما معدودة وبعد ذلك يحاول إرجاعها وبخسارة مالية كبيرة. وهنا يقع الشباب ضحية التجار وسماسرة الموبايل الذين يستدرجونهم لإعادة الموبايل ثانية ويباع إلى شاب آخر مرة أخرى، وهكذا فقد يباع الموبايل مرات عديدة دون استعمال. والضحايا الخاسرون في هذه اللعبة هم الشباب ومدخراتهم المالية.
لسنا فقط كعرب مجرد مستهلكين وغير منتجين، إنما أسلوب استهلاكنا سئ ونادراً ما نستخدم التكنولوجيا الحديثة في اطار استخداماتها الأساسية، ومثالاً البلوتوث المهمّ جداً لنقل معلومات وداتا من هاتف إلى آخر من دون تكلفة هو وسيلة لدينا للغزل أو لإرسال الفيروسات لتخريب أجهزة أخرى.
وعلى قدر أهمية التكنولوجيا الحديثة ثمة خوف منها مع استخداماتها السيئة لدينا، فالكاميرا وسيلة لتصوير فتاة تجلس بعيداً عنا في المقهى والادعاء أمام الأصحاب أنها صاحبته، أو تصوير الفتاة وتركيب صورتها في صور مسيئة، وثمة من يصوّرون أنفسهم في أوضاع غير مستحبّة معتقدين أن الهاتف بما أنه ملكهم فلا ضرر من ذلك، ولكن إذا سرق هاتفهم أو حتى باعوه أو تعطّل فأعطوه إلى تقني، يصبح كل شيء مشاعاً أمام الآخرين.
إن عدم معرفة فوائد التقنيات الحديثة تؤذينا أكثر ممّا تفيدنا، ويسيئني أن أجد أمامي ممّن يتفاخرون بالاستخدامات المسيئة لها. ابتزاز فتاة
ويحكي احد تاجر هواتف محمولة من خلال تجربته قائلا: «أستطيع إعطاء مثال لابتزاز حصل أمام عينيّ، إذ أضاعت فتاة هاتفها الخاص وعليه صور خاصة جدا، وما كان ممّن وجده إلا أن ابتزها بأبشع الصور ،لذا أنصح الشباب والشابات، الرجال والنساء، بالحرص على خصوصياتهم وعدم الاحتفاظ بصور خاصة على الهاتف، فالموبايل مادة للاستخدام في مجاله وليس مادة للفضائح إن هؤلاء الذين يسارعون للتباهي بالموبايل الأحدث والأثمن فيبدّلون هواتفهم النقّالة كل شهر أو شهرين من دون النظر وإن بنسبة 10 أو 20 في المئة إلى المزايا التقنية، فأنا أتمنى أن يوفروا على أنفسهم العناء والوقوع في الأخطاء من خلال التمتّع المفيد بكل ما تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة بشكل فعّال علّنا نصل يوماً ما إلى الإنتاج بدل الاستهلاك السلبي الذي نقوم به.
ويمكن القول إن هناك أسبابا عديدة تقف وراء هذه الظاهرة المستحدثة ، وتمثل وسائل الدعاية من قبل وسائل الإعلام والانترنت أولى هذه الأسباب والتي تمثل السباق في صناعة الموبايل ومواصفاته،أما السبب الثاني فيتمثل في الأنشطة الروتينية التي يقضيها الشباب خارج الأسرة والمدرسة والجامعة والتي تفصله عن واقعه ،وهنا يجد الشاب بحد ذاته في اقتناء الموبايل وهذا السبب يمثل حالة الاستلاب والاغتراب التي يعيشها الشباب في ظل حالة النشاط الروتيني اليومي الذي يمارسه .
أما السبب الثالث فيعود إلى بروز الثقافة الآلية والمتمثل في بروز العقل الذي تحكمه وتوجه التقنية وما نجم عنها من إفرازات سلبية.
ولذلك أصبح الشباب اليوم يمثلون وحدات كلية تسيطر عليهم صناعة الثقافة (الموبايل، لاب توب). وقد عبر علماء الاجتماع عن هذه الحالة ببروز ثقافة الإنسان ذي البعد الواحد وفي نهاية المطاف لابد من خلق ثقافة توعوية للشباب من خلال إبراز مخاطر استخدام التقنية والتباهي بها وانعكاساتها السلبية على المستوى الاقتصادي (المادي) والاجتماعي والنفسي على الشباب.
الأغلى والأحدث
ويؤكد احد تجار الهواتف النقالة قائلا: «من خلال نظرة واحدة إلى الشاري أعرف مباشرة ماذا يريد، وغالبية الشارين للموبايلات في العالم العربي يتراكضون وراء الأغلى ثمناً والأحدث وإن كانت تقنيات الموديل الجديد لا تتناسب ومتطلباتهم، وهؤلاء من رجال ونساء وشباب وشابات، سرعان ما يملّون بعد ثلاثة أشهر- إذا لم يكن قبل ذلك- فيأتون لرؤية الأحدث وشرائه بحيث لا يبقى معهم الهاتف الذي اشتروه لوقت طويل
أما الذين يحتاجون إلى البقاء على تواصل مع البريد الالكتروني ومواقع الانترنت فيفضّلون الهواتف ذات الجودة العالية من هذه الناحية، على الهواتف المزوّدة بالكاميرا ذات التصوير الأكثر وضوحاً ودقة. ولكن هؤلاء المتخصصين هم من الندرة بمكان، إذ أن الغالبية العظمى من الشارين هم الساعون إلى الأحدث والأغلى ثمناً، لا تهمّهم فعلاً الخدمات الجديدة أو تلك القديمة المطوّرة. ما يهمّهم هو التباهي بحمل الأحدث من الموبايلات، وثمة من يهمّهم ذاكرة الهاتف لتحميل الأغاني كاملة وأفلام الفيديو، وهم لا يراعون القدرة الاستيعابية في شريحة الذاكرة فيحمّلون هواتفهم بشتى أصناف الأفلام والصور والأغاني ومن ثم يأتون محتجّين على مشاكل يواجهونها في هواتفهم. يلجأون إلى التقني للمراجعة في أمور تقنية بديهية جداً، إذا ما اطلعوا على الكتيّب المرفق بهواتفهم، وهو كتيّب مبسّط يخدمهم في حسن استخدام الهاتف
اختلاف الثقافة
ويوضح تاجر الموبيلات ان في اوروبا واميركا تجد ظاهرة قراءة الكتيّبات والتعليمات، وهذا ما ألاحظه مع زبائني الأجانب، فيما يكتفي الفرد العربي بشراء الأحدث والأغلى من دون الاكتراث لمميزات الهاتف ومن دون قراءة التعليمات، لذا نجد البعض «يكسّرون رأسهم» في استخدام التقنيات المستجدة من خلال التجربة والخطأ فالتجربة والخطأ إلى أن يتعطّل الهاتف فيلجأون إلى التقني لإصلاحه. ما يهمّ الرجال والنساء الشكل الجميل والثمن الأغلى، فقد يطلق هاتف جديد بمميزات جديدة بسعر مقبول إنما لا يلاقي رواجاً لمجرد أنه غير باهظ، فمن إحدى المميزات مثلاً خدمة التزامن التي تتيح نقل معلومات هاتف إلى آخر من دون الحاجة إلى وسيط مثل جهاز الكمبيوتر،
عندما يضطرون يسارعون إلى البائع متسائلين عن الوسائل الناجعة لنقل المعلومات ولأمور أخرى واردة في الكتيّبات، لأن الهاتف بالنسبة للغالبية كما ذكرت بالإضافة إلى الشكل والثمن والجدّة، استقبال واتصال وتصوير وأغان. والبعض يحمّل هاتفه نحو 500 أغنية فيأتي محتجاً لأن هاتفه أقفل، وببساطة المشكلة أنه حمّله أكثر ممّا يستوعب والهاتف عبارة عن ترانزيستورات صغيرة ورقيقة ولا بدّ أن ينطفئ الهاتف حين نستخدمه لفترات طويلة لسماع الأغاني وحسب.
لذا أنصح الشباب والشابات، الرجال والنساء، بالحرص على خصوصياتهم وعدم الاحتفاظ بصور خاصة على الهاتف، فالموبايل مادة للاستخدام في مجاله وليس مادة للفضائح
اجتاحت الشباب العربي عمومًا في الآونة الأخيرة بعض الظواهر والمشكلات الشبابية والتي لم يألفها المجتمع ولعل أبرز هذه الظواهر الاعتماد على التقنية والمتمثلة في اقتناء أحدث موديلات الموبايل والكمبيوتر المحمول (لاب توب)،وقد وصل الحال إلى بروز ظاهرة شراء أجهزة الموبايل لإظهار أن الشباب يمتلك أحدث جهاز وبمواصفات جديدة رغم امتلاكه جهاز موبايل قد مضى على شرائه أشهر.
واللافت للنظر هو إقدام الشاب على شراء هذه الأجهزة دون الحاجة إلى استعمالها وتبقى أياما معدودة وبعد ذلك يحاول إرجاعها وبخسارة مالية كبيرة. وهنا يقع الشباب ضحية التجار وسماسرة الموبايل الذين يستدرجونهم لإعادة الموبايل ثانية ويباع إلى شاب آخر مرة أخرى، وهكذا فقد يباع الموبايل مرات عديدة دون استعمال. والضحايا الخاسرون في هذه اللعبة هم الشباب ومدخراتهم المالية.
لسنا فقط كعرب مجرد مستهلكين وغير منتجين، إنما أسلوب استهلاكنا سئ ونادراً ما نستخدم التكنولوجيا الحديثة في اطار استخداماتها الأساسية، ومثالاً البلوتوث المهمّ جداً لنقل معلومات وداتا من هاتف إلى آخر من دون تكلفة هو وسيلة لدينا للغزل أو لإرسال الفيروسات لتخريب أجهزة أخرى.
وعلى قدر أهمية التكنولوجيا الحديثة ثمة خوف منها مع استخداماتها السيئة لدينا، فالكاميرا وسيلة لتصوير فتاة تجلس بعيداً عنا في المقهى والادعاء أمام الأصحاب أنها صاحبته، أو تصوير الفتاة وتركيب صورتها في صور مسيئة، وثمة من يصوّرون أنفسهم في أوضاع غير مستحبّة معتقدين أن الهاتف بما أنه ملكهم فلا ضرر من ذلك، ولكن إذا سرق هاتفهم أو حتى باعوه أو تعطّل فأعطوه إلى تقني، يصبح كل شيء مشاعاً أمام الآخرين.
إن عدم معرفة فوائد التقنيات الحديثة تؤذينا أكثر ممّا تفيدنا، ويسيئني أن أجد أمامي ممّن يتفاخرون بالاستخدامات المسيئة لها. ابتزاز فتاة
ويحكي احد تاجر هواتف محمولة من خلال تجربته قائلا: «أستطيع إعطاء مثال لابتزاز حصل أمام عينيّ، إذ أضاعت فتاة هاتفها الخاص وعليه صور خاصة جدا، وما كان ممّن وجده إلا أن ابتزها بأبشع الصور ،لذا أنصح الشباب والشابات، الرجال والنساء، بالحرص على خصوصياتهم وعدم الاحتفاظ بصور خاصة على الهاتف، فالموبايل مادة للاستخدام في مجاله وليس مادة للفضائح إن هؤلاء الذين يسارعون للتباهي بالموبايل الأحدث والأثمن فيبدّلون هواتفهم النقّالة كل شهر أو شهرين من دون النظر وإن بنسبة 10 أو 20 في المئة إلى المزايا التقنية، فأنا أتمنى أن يوفروا على أنفسهم العناء والوقوع في الأخطاء من خلال التمتّع المفيد بكل ما تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة بشكل فعّال علّنا نصل يوماً ما إلى الإنتاج بدل الاستهلاك السلبي الذي نقوم به.
ويمكن القول إن هناك أسبابا عديدة تقف وراء هذه الظاهرة المستحدثة ، وتمثل وسائل الدعاية من قبل وسائل الإعلام والانترنت أولى هذه الأسباب والتي تمثل السباق في صناعة الموبايل ومواصفاته،أما السبب الثاني فيتمثل في الأنشطة الروتينية التي يقضيها الشباب خارج الأسرة والمدرسة والجامعة والتي تفصله عن واقعه ،وهنا يجد الشاب بحد ذاته في اقتناء الموبايل وهذا السبب يمثل حالة الاستلاب والاغتراب التي يعيشها الشباب في ظل حالة النشاط الروتيني اليومي الذي يمارسه .
أما السبب الثالث فيعود إلى بروز الثقافة الآلية والمتمثل في بروز العقل الذي تحكمه وتوجه التقنية وما نجم عنها من إفرازات سلبية.
ولذلك أصبح الشباب اليوم يمثلون وحدات كلية تسيطر عليهم صناعة الثقافة (الموبايل، لاب توب). وقد عبر علماء الاجتماع عن هذه الحالة ببروز ثقافة الإنسان ذي البعد الواحد وفي نهاية المطاف لابد من خلق ثقافة توعوية للشباب من خلال إبراز مخاطر استخدام التقنية والتباهي بها وانعكاساتها السلبية على المستوى الاقتصادي (المادي) والاجتماعي والنفسي على الشباب.
الأغلى والأحدث
ويؤكد احد تجار الهواتف النقالة قائلا: «من خلال نظرة واحدة إلى الشاري أعرف مباشرة ماذا يريد، وغالبية الشارين للموبايلات في العالم العربي يتراكضون وراء الأغلى ثمناً والأحدث وإن كانت تقنيات الموديل الجديد لا تتناسب ومتطلباتهم، وهؤلاء من رجال ونساء وشباب وشابات، سرعان ما يملّون بعد ثلاثة أشهر- إذا لم يكن قبل ذلك- فيأتون لرؤية الأحدث وشرائه بحيث لا يبقى معهم الهاتف الذي اشتروه لوقت طويل
أما الذين يحتاجون إلى البقاء على تواصل مع البريد الالكتروني ومواقع الانترنت فيفضّلون الهواتف ذات الجودة العالية من هذه الناحية، على الهواتف المزوّدة بالكاميرا ذات التصوير الأكثر وضوحاً ودقة. ولكن هؤلاء المتخصصين هم من الندرة بمكان، إذ أن الغالبية العظمى من الشارين هم الساعون إلى الأحدث والأغلى ثمناً، لا تهمّهم فعلاً الخدمات الجديدة أو تلك القديمة المطوّرة. ما يهمّهم هو التباهي بحمل الأحدث من الموبايلات، وثمة من يهمّهم ذاكرة الهاتف لتحميل الأغاني كاملة وأفلام الفيديو، وهم لا يراعون القدرة الاستيعابية في شريحة الذاكرة فيحمّلون هواتفهم بشتى أصناف الأفلام والصور والأغاني ومن ثم يأتون محتجّين على مشاكل يواجهونها في هواتفهم. يلجأون إلى التقني للمراجعة في أمور تقنية بديهية جداً، إذا ما اطلعوا على الكتيّب المرفق بهواتفهم، وهو كتيّب مبسّط يخدمهم في حسن استخدام الهاتف
اختلاف الثقافة
ويوضح تاجر الموبيلات ان في اوروبا واميركا تجد ظاهرة قراءة الكتيّبات والتعليمات، وهذا ما ألاحظه مع زبائني الأجانب، فيما يكتفي الفرد العربي بشراء الأحدث والأغلى من دون الاكتراث لمميزات الهاتف ومن دون قراءة التعليمات، لذا نجد البعض «يكسّرون رأسهم» في استخدام التقنيات المستجدة من خلال التجربة والخطأ فالتجربة والخطأ إلى أن يتعطّل الهاتف فيلجأون إلى التقني لإصلاحه. ما يهمّ الرجال والنساء الشكل الجميل والثمن الأغلى، فقد يطلق هاتف جديد بمميزات جديدة بسعر مقبول إنما لا يلاقي رواجاً لمجرد أنه غير باهظ، فمن إحدى المميزات مثلاً خدمة التزامن التي تتيح نقل معلومات هاتف إلى آخر من دون الحاجة إلى وسيط مثل جهاز الكمبيوتر،
عندما يضطرون يسارعون إلى البائع متسائلين عن الوسائل الناجعة لنقل المعلومات ولأمور أخرى واردة في الكتيّبات، لأن الهاتف بالنسبة للغالبية كما ذكرت بالإضافة إلى الشكل والثمن والجدّة، استقبال واتصال وتصوير وأغان. والبعض يحمّل هاتفه نحو 500 أغنية فيأتي محتجاً لأن هاتفه أقفل، وببساطة المشكلة أنه حمّله أكثر ممّا يستوعب والهاتف عبارة عن ترانزيستورات صغيرة ورقيقة ولا بدّ أن ينطفئ الهاتف حين نستخدمه لفترات طويلة لسماع الأغاني وحسب.
لذا أنصح الشباب والشابات، الرجال والنساء، بالحرص على خصوصياتهم وعدم الاحتفاظ بصور خاصة على الهاتف، فالموبايل مادة للاستخدام في مجاله وليس مادة للفضائح