منذ قرون عدة ونحن المسلمين نجد أنفسنا في منحدرٍ زلق؛ ولأننا نعاني وطأة التخلف، ينتابنا شعورٌ بعدم الارتياح لأننا لم نعد الأمة التي تملك ناصية التاريخ، غير أنه يصعب علينا الاعتراف بهذه الحقيقة. وطالما أننا لا ندرك على وجه الدقة شدة وطأة هذا التخلف وأبعاده المختلفة، فلن يتسنى لنا التعرف على طبيعته على الوجه الصحيح؛ وبالتأكيد لن يكون هناك تحركٌ فعالٌ ومُركز لإيجاد علاج لهذا الموقف؛ فقد تحدث مفكرونا على مدى القرون العديدة الماضية عن تخلفنا، الأمر الذي خلف شعوراً سائداً بأننا فقدنا شيء ما في مكان ما. ومع هذا فلم يكن هناك غير عدد قليل جداً من المحاولات الجادة التي تبذل لتحديد الخسارة وإظهار أبعادها؛ فما كتب عن أسباب هذا التخلف منذ سقوط بغداد وغرناطة جاء ضئيلاً وهزيلاً لدرجة تثير دهشتنا من الأسباب التي جعلت جموع مفكرينا ومثقفينا البارزين تتناول هذه القضية على استحياء؛ هذا بالإضافة إلى أن ما كتب عن تلك المسألة لا يعدو أن يكون تعليقات ركيكة أكثر من كونه عملا متماسكًا متكاملاً.
وعندما يترسخ لدينا أن الدين ما هو إلا تقليد أعمى للعلماء المتقدمين، ويستند هذا الفكر إلى أن أجيال المتقدمين قد أتموا عملية الفكر والتدبر، فسيبدو أن أيسر شكل للحياة الدينية الصالحة لن يتأتى إلا باتباع السابقين واستقاء العلم من مدارسهم الفقهية؛ وفي مثل هذا الجو الذي يسوده التقليد لا يُتوقع ممن يعيشون فيه أن ينظروا إلى المتقدمين بعين ناقدة؛ وإذا كانوا يؤمنون بأن العلماء السابقين قد استنبطوا من الوحي السماوي كل ما يمكن استنباطه وعبروا عن ذلك بكتاباتهم الشهيرة، فلن يخطر ببالهم أبدًا أن يحاولوا فهم القرآن الكريم بأسلوب جديد ويعملوا على تقييم رصيدهم الثقافي والديني في ضوء كتاب الله عز وجل. وقد أرجع العديد من الناس تخلفنا إلى بعدنا عن الدين، وأنه بعودتنا إليه سوف نعود إلى مكانتنا السيادية السابقة. مبدئيًا تبدو هذه الإجابة منطقية، ومع ذلك لما نستطع أن نحدد بوضوحٍ كيف يمكننا الرجوع إلى الله ورسوله في عالمنا اليوم، وبعبارة أخرى إننا لم نستطع تحديد الأسباب الوجيهة التي أدت إلى هذا التخلف والابتعاد عن مكانتنا العظيمة وهي أننا أتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وهذا هو السبب الذي جعلنا لا نزال غارقين في ورطة التخلف على الرغم من جهودنا التي رمت إلى استعادة مجدنا السابق والرجوع إلى الدين الحنيف. بل إننا ندرك حقيقةً أن قافلتنا التي ليس لها اتجاه محدد قد تضل الطريق عن هدفها الذي تصبوا إليه.
وعندما يترسخ لدينا أن الدين ما هو إلا تقليد أعمى للعلماء المتقدمين، ويستند هذا الفكر إلى أن أجيال المتقدمين قد أتموا عملية الفكر والتدبر، فسيبدو أن أيسر شكل للحياة الدينية الصالحة لن يتأتى إلا باتباع السابقين واستقاء العلم من مدارسهم الفقهية؛ وفي مثل هذا الجو الذي يسوده التقليد لا يُتوقع ممن يعيشون فيه أن ينظروا إلى المتقدمين بعين ناقدة؛ وإذا كانوا يؤمنون بأن العلماء السابقين قد استنبطوا من الوحي السماوي كل ما يمكن استنباطه وعبروا عن ذلك بكتاباتهم الشهيرة، فلن يخطر ببالهم أبدًا أن يحاولوا فهم القرآن الكريم بأسلوب جديد ويعملوا على تقييم رصيدهم الثقافي والديني في ضوء كتاب الله عز وجل. وقد أرجع العديد من الناس تخلفنا إلى بعدنا عن الدين، وأنه بعودتنا إليه سوف نعود إلى مكانتنا السيادية السابقة. مبدئيًا تبدو هذه الإجابة منطقية، ومع ذلك لما نستطع أن نحدد بوضوحٍ كيف يمكننا الرجوع إلى الله ورسوله في عالمنا اليوم، وبعبارة أخرى إننا لم نستطع تحديد الأسباب الوجيهة التي أدت إلى هذا التخلف والابتعاد عن مكانتنا العظيمة وهي أننا أتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وهذا هو السبب الذي جعلنا لا نزال غارقين في ورطة التخلف على الرغم من جهودنا التي رمت إلى استعادة مجدنا السابق والرجوع إلى الدين الحنيف. بل إننا ندرك حقيقةً أن قافلتنا التي ليس لها اتجاه محدد قد تضل الطريق عن هدفها الذي تصبوا إليه.