--------------------------------------------------------------------------------
مفاهيم خطيرة
ولعل من أخطر المفاهيم التي تبثها مثل تلك المسلسلات ما يلي:
- تشجيع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب وقبول ذلك في الأسرة الواحدة!
-ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل شرائع الدنيا وكل اتجاهاتها الدينية والعلمانية في تلك المسلسلات على أنه حل لمشكلة الزنا والعلاقات غير المشروعة، بل لا نجد فيها ما يحرم ذلك من طب أو قانون أو عقيدة!
- نشر ثقافة العري والأزياء الغربية الفاضحة وتعاطي الخمور والمسكرات.
- عرض مشاهد القبلات واللقاءات الحميمية الجنسية دون حياء.
- تشجيع النساء للتمرد على أزواجهن وجعل القوامة في أيديهن.
- يقوم على دبلجة تلك المسلسلات الهدامة كادر إعلامي وفني عربي (سوري) مسخر من حيث يعلم أو لا يعلم لنشر ثقافة العلمانية المضللة.
غزو ثقافي
إنه الغزو الثقافي والفكري الذي أصبح يعشش في أذهان شبابنا وهم يتشربون قيم المجتمعات الغربية دونما رقيب أو حسيب بل أحيانا بمباركة أولياء أمورهم وذويهم.
إننا لا نخشى من علماني أو ملحد يأتي لينشر فكره مباشرة؛ لأنه سيسقط وينفضح أمره من أول مواجهة أما تلك الأفكار التي تغلف في قالب الدراما والتشويق والإثارة فإنها بمثابة السم في العسل، وهي الأخطر لأن فيها برمجة عصبية لتلك الأفكار الدخيلة التي بدأت تتسلل إلى مجتمعاتنا تدريجيا وتأخذ مكانها في قلوب الشباب!
مئات الحلقات
إذا كان أطفالنا وإخواننا وأخواتنا وأمهاتنا يشاهدون هذه المسلسلات يومياً وبمتابعة دورية ومنتظمة حتى وصلت الآن إلى أكثر من 125 حلقة وكأنهم يدعمونها ويساعدون من يبث هذه السموم على تلقيها!!!، فماذا سيحدث لو استمر عرض مثل هذه المسلسلات لسنوات مقبلة؟ وماذا لو أصبح أبناؤنا وبناتنا بمقدورهم فعل كل ما تبرمجوا عليه من هذه المسلسلات؟ وكيف سيكون الحال حينئذ؟!
- كيف نسمح لأبنائنا بأن يتشربوا ثقافة أهل الباطل والمفسدين الذين يصورون على أنهم القدوة وأنهم من المجتمعات الراقية والعائلات المرموقة حتى يصبحوا نسخة عن مجتمعاتهم الفاسدة المنحلة؟!
- حث الشباب على مصاحبة الفتيات ومعاشرتهن دون رادع من دين أو حياء وكذا الفتيات المتزوجات أن يخرجن مع غير أزواجهن دون حسيب أو رقيب!!
- وماذا تقول أنت أيها الأب وأنت أيتها الأم إذا علمت من أحداث المسلسل ما يلي:
- أن الأم التي أنجبت بطلة المسلسل قد أنجبتها سفاحا؟ وأن البطلة كذلك حملت سفاحا من حبيبها؟
- ويأتي شخص آخر يريد أن يتزوجها وهو يعلم أنها زانية وفي أحشائها حمل سفاح؟
- إنه باختصار تبسيط للعلاقات المحرمة بطريقة مضللة، حيث يجعلون من الزاني والزانية، أبطالا يتعاطف الناس مع قصتهم ويصورونهم على أنهم قدوات ومثل عليا للشباب، ويجيز لهم فعل أي شيء من المحرمات باسم الحب!!
- ويكفي الذنوب التي ستلحق بمتابع هذه المسلسلات.. يكفي أن يكون الأخ والأخت يتابعان معا هذا المسلسل بلقطاته المثيرة.. حتى أصبحنا نخاف على الفتاة من أخيها.. ولا حول ولا قوة الا بالله.
فتوى حاسمة
من جانبه وصف مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مسلسل نور التركي الذي تبثه قناة (إم بي سي): "بأنه مسلسل منحط منحل وأي محطة تبثه (تكون قد) أعلنت الحرب على الله ورسوله".
وقال آل الشيخ في فتواه التي نشرت ردا على سؤال حول حكم المسلسل التركي: "هذا المسلسل قرأنا عنه في اللجنة قراءة تفصيلية، وبحسب ما قرأنا وسمعنا فإنه (مسلسل) إجرامي خبيث ضال ضار مؤذ مفسد".
وأضاف: "لا يجوز النظر إليه ولا مشاهدته فهو فيه من الشر والبلاء وهدم الأخلاق ومحاربة الفضائل".
وأكد آل الشيخ أن المسلسل: "يدعو إلى الرذيلة ويحبذها وينصرها ويؤيدها وينشر أسبابها".
ووجه آل الشيخ دعوته للشباب بألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم وإبعادهم عن المنهج المستقيم، قائلا: "إن عليهم تقوى الله وشكر الله على نعمه، والالتزام بالطريق المستقيم".
وفي حديث سابق قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي الخاص ومستشار وزير العدل وعضو مجلس الشورى: "لايختلف اثنان على أن هذه المسلسلات المدبلجة تعد خطراً على قيم المجتمع الإسلامي وأخلاقياته، وهي من المحرمات، بل ومن الواجب تحصين المجتمع منها، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام بأداء رسالتها السامية في عرض الأمور النافعة المفيدة. ولكن للأسف فإن وسائل الإعلام لا تلتزم بهذه الرسالة وهمها الأكبر الربح المادي".
وأضاف: "على العلماء دور ومسؤولية في توعية المجتمع بخطورة هذه المسلسلات، وعلى الأسرة مراقبة أبنائها وما يشاهدونه من أعمال وتوجيههم نحو الأفضل، وتحذيرهم من الأعمال التي تنعكس سلباً على أخلاقهم وقيم دينهم".
مضيعة للأوقات
- ومن أعظم مخاطر تلك المسلسلات فضلاً عن مخاطرها التي تهدد الأسرة المسلمة وقيمها وأخلاقها أنها ملهاة عن ذكر الله، وفيها ضياع للأوقات والأعمار التي سنحاسب عليها يوم القيامة.
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء- حفظه الله ما حكم مشاهدة المسلسلات التي تذاع بالتلفزيون؟
فأجاب: "على المسلم أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا استغله؟، قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه..."
ومشاهدة المسلسلات ضياع للوقت؛ فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها حرام، وذلك مثل النساء السافرات والمتبرجات، ومثل الموسيقى والأغاني، ومثل المسلسلات التي تحمل أفكارًا فاسدة تخل بالدين والأخلاق، ومثل المسلسلات التي تشتمل على مشاهد ماجنة تفسد الأخلاق؛ فهذه الأنواع من المسلسلات لا تجوز مشاهدتها.
رأي التربويين
وإزاء تلك المخاطر المحققة فإن الدعاة والمتخصصين في الإصلاح الأسري يحذرون من آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات.
ويرى الدكتور أكرم عثمان أستاذ علم النفس، أن الإقبال على النوعية الجديدة من المسلسلات المدبلجة يعكس ضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية؛ محذراً من مخاطر الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر الغربي.
من جانبه يقول التربوي محمد غنيم: "إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات من صور ومشاهد الحياة الغربية تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت والفضائيات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات خلت فرض رقابة محكمة على ما يشاهد ويعرض لأبنائنا".
دعوات إصلاحية
دعوة نوجهها إلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من متابعة تلك الحلقات الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.
وعلى ولاة الأمر والدعاة والمشايخ أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
إنه نداء وتذكرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يتذكر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [سورة البروج: 10].
مفاهيم خطيرة
ولعل من أخطر المفاهيم التي تبثها مثل تلك المسلسلات ما يلي:
- تشجيع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب وقبول ذلك في الأسرة الواحدة!
-ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل شرائع الدنيا وكل اتجاهاتها الدينية والعلمانية في تلك المسلسلات على أنه حل لمشكلة الزنا والعلاقات غير المشروعة، بل لا نجد فيها ما يحرم ذلك من طب أو قانون أو عقيدة!
- نشر ثقافة العري والأزياء الغربية الفاضحة وتعاطي الخمور والمسكرات.
- عرض مشاهد القبلات واللقاءات الحميمية الجنسية دون حياء.
- تشجيع النساء للتمرد على أزواجهن وجعل القوامة في أيديهن.
- يقوم على دبلجة تلك المسلسلات الهدامة كادر إعلامي وفني عربي (سوري) مسخر من حيث يعلم أو لا يعلم لنشر ثقافة العلمانية المضللة.
غزو ثقافي
إنه الغزو الثقافي والفكري الذي أصبح يعشش في أذهان شبابنا وهم يتشربون قيم المجتمعات الغربية دونما رقيب أو حسيب بل أحيانا بمباركة أولياء أمورهم وذويهم.
إننا لا نخشى من علماني أو ملحد يأتي لينشر فكره مباشرة؛ لأنه سيسقط وينفضح أمره من أول مواجهة أما تلك الأفكار التي تغلف في قالب الدراما والتشويق والإثارة فإنها بمثابة السم في العسل، وهي الأخطر لأن فيها برمجة عصبية لتلك الأفكار الدخيلة التي بدأت تتسلل إلى مجتمعاتنا تدريجيا وتأخذ مكانها في قلوب الشباب!
مئات الحلقات
إذا كان أطفالنا وإخواننا وأخواتنا وأمهاتنا يشاهدون هذه المسلسلات يومياً وبمتابعة دورية ومنتظمة حتى وصلت الآن إلى أكثر من 125 حلقة وكأنهم يدعمونها ويساعدون من يبث هذه السموم على تلقيها!!!، فماذا سيحدث لو استمر عرض مثل هذه المسلسلات لسنوات مقبلة؟ وماذا لو أصبح أبناؤنا وبناتنا بمقدورهم فعل كل ما تبرمجوا عليه من هذه المسلسلات؟ وكيف سيكون الحال حينئذ؟!
- كيف نسمح لأبنائنا بأن يتشربوا ثقافة أهل الباطل والمفسدين الذين يصورون على أنهم القدوة وأنهم من المجتمعات الراقية والعائلات المرموقة حتى يصبحوا نسخة عن مجتمعاتهم الفاسدة المنحلة؟!
- حث الشباب على مصاحبة الفتيات ومعاشرتهن دون رادع من دين أو حياء وكذا الفتيات المتزوجات أن يخرجن مع غير أزواجهن دون حسيب أو رقيب!!
- وماذا تقول أنت أيها الأب وأنت أيتها الأم إذا علمت من أحداث المسلسل ما يلي:
- أن الأم التي أنجبت بطلة المسلسل قد أنجبتها سفاحا؟ وأن البطلة كذلك حملت سفاحا من حبيبها؟
- ويأتي شخص آخر يريد أن يتزوجها وهو يعلم أنها زانية وفي أحشائها حمل سفاح؟
- إنه باختصار تبسيط للعلاقات المحرمة بطريقة مضللة، حيث يجعلون من الزاني والزانية، أبطالا يتعاطف الناس مع قصتهم ويصورونهم على أنهم قدوات ومثل عليا للشباب، ويجيز لهم فعل أي شيء من المحرمات باسم الحب!!
- ويكفي الذنوب التي ستلحق بمتابع هذه المسلسلات.. يكفي أن يكون الأخ والأخت يتابعان معا هذا المسلسل بلقطاته المثيرة.. حتى أصبحنا نخاف على الفتاة من أخيها.. ولا حول ولا قوة الا بالله.
فتوى حاسمة
من جانبه وصف مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مسلسل نور التركي الذي تبثه قناة (إم بي سي): "بأنه مسلسل منحط منحل وأي محطة تبثه (تكون قد) أعلنت الحرب على الله ورسوله".
وقال آل الشيخ في فتواه التي نشرت ردا على سؤال حول حكم المسلسل التركي: "هذا المسلسل قرأنا عنه في اللجنة قراءة تفصيلية، وبحسب ما قرأنا وسمعنا فإنه (مسلسل) إجرامي خبيث ضال ضار مؤذ مفسد".
وأضاف: "لا يجوز النظر إليه ولا مشاهدته فهو فيه من الشر والبلاء وهدم الأخلاق ومحاربة الفضائل".
وأكد آل الشيخ أن المسلسل: "يدعو إلى الرذيلة ويحبذها وينصرها ويؤيدها وينشر أسبابها".
ووجه آل الشيخ دعوته للشباب بألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم وإبعادهم عن المنهج المستقيم، قائلا: "إن عليهم تقوى الله وشكر الله على نعمه، والالتزام بالطريق المستقيم".
وفي حديث سابق قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان المستشار القضائي الخاص ومستشار وزير العدل وعضو مجلس الشورى: "لايختلف اثنان على أن هذه المسلسلات المدبلجة تعد خطراً على قيم المجتمع الإسلامي وأخلاقياته، وهي من المحرمات، بل ومن الواجب تحصين المجتمع منها، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام بأداء رسالتها السامية في عرض الأمور النافعة المفيدة. ولكن للأسف فإن وسائل الإعلام لا تلتزم بهذه الرسالة وهمها الأكبر الربح المادي".
وأضاف: "على العلماء دور ومسؤولية في توعية المجتمع بخطورة هذه المسلسلات، وعلى الأسرة مراقبة أبنائها وما يشاهدونه من أعمال وتوجيههم نحو الأفضل، وتحذيرهم من الأعمال التي تنعكس سلباً على أخلاقهم وقيم دينهم".
مضيعة للأوقات
- ومن أعظم مخاطر تلك المسلسلات فضلاً عن مخاطرها التي تهدد الأسرة المسلمة وقيمها وأخلاقها أنها ملهاة عن ذكر الله، وفيها ضياع للأوقات والأعمار التي سنحاسب عليها يوم القيامة.
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -عضو هيئة كبار العلماء- حفظه الله ما حكم مشاهدة المسلسلات التي تذاع بالتلفزيون؟
فأجاب: "على المسلم أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا استغله؟، قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه..."
ومشاهدة المسلسلات ضياع للوقت؛ فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها حرام، وذلك مثل النساء السافرات والمتبرجات، ومثل الموسيقى والأغاني، ومثل المسلسلات التي تحمل أفكارًا فاسدة تخل بالدين والأخلاق، ومثل المسلسلات التي تشتمل على مشاهد ماجنة تفسد الأخلاق؛ فهذه الأنواع من المسلسلات لا تجوز مشاهدتها.
رأي التربويين
وإزاء تلك المخاطر المحققة فإن الدعاة والمتخصصين في الإصلاح الأسري يحذرون من آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات.
ويرى الدكتور أكرم عثمان أستاذ علم النفس، أن الإقبال على النوعية الجديدة من المسلسلات المدبلجة يعكس ضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية؛ محذراً من مخاطر الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر الغربي.
من جانبه يقول التربوي محمد غنيم: "إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات من صور ومشاهد الحياة الغربية تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت والفضائيات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات خلت فرض رقابة محكمة على ما يشاهد ويعرض لأبنائنا".
دعوات إصلاحية
دعوة نوجهها إلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من متابعة تلك الحلقات الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.
وعلى ولاة الأمر والدعاة والمشايخ أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
إنه نداء وتذكرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يتذكر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النور: 19]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [سورة البروج: 10].