منتدى شباب ذي الدرب
مرحباً بك في منتدى شباب ذي الدرب
منتدى يجمع كل شباب العود


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب ذي الدرب
مرحباً بك في منتدى شباب ذي الدرب
منتدى يجمع كل شباب العود
منتدى شباب ذي الدرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب ذي الدرب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الصراع على كرسي الرئسة بين العميد وحميد

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

من خان لجلك يخونك

من خان لجلك يخونك
عضو فعال
عضو فعال

كل شئ حلال من اجل الكرسي..
احتلت صور العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري الصفحات الأولى للصحف المحسوبة على التيار الإسلامي تنظيميا أو عقديا أو تحالفا خلال الأسبوعين الماضيين، ومع الصورة عناوين بارزة صيغت بدقة وعناية لتعمم فكرة جوهرية فحواها أن هذا الشاب الذي لم تلطخ سمعته بأي فعل من أفعال البلطجة والفساد الأخلاقي ليس إلا جزءاً من الفساد العام المنتشر في مختلف مرافق الدولة، حتى وإن حرص على التحرك بعيدا عن وسائل الإعلام وممارسة مهامه بمعزل عن مظاهر الصراعات وبدون ضجيج.
وعندما تقرأ الخبر ولا تجد فيه المعلومة التي تؤكد غير المؤكد تستغرب من العنوان وصياغة الخبر، صحافة مُوجّهة تمكنت من تحويل الغامض والعام إلى حقيقة من خلال العرض بمعزل عن سياق المعلومة الطبيعي والخلفيات التي أنتجتها، فقبل نفي وزارة العدل الأمريكية وجود أي علاقة للرجل بما ذكر عن مبالغ مالية دفعت لوسطاء أو مسئولين عن قطاع الاتصالات، كانت هذه الصحف قد عمدت إلى تقديم الخبر على انه نتاج لتحقيق قضائي ثبت نتيجة ادعاء موظف من اصل عربي في شركة " نود" بأنه دفع لنجل الرئيس عبر وسيط يمني مليوناً وستمائة ألف دولار عبر دُفع متعددة، مع علمها بان الإدعاء غير مثبت إلا أن الصحافة التي تهيمن عليها أطراف سياسية وتجارية معلومة وظفت الأمر بطريقة بارعة.
ليس مهما تفنيد الخبر وتوضيح وظيفته لمن كوّنه، لان بيان وزارة العدل الأمريكية الأخير قد كشف التوظيف السياسي للمعلومة واظهر تلك الصحف على حقيقتها وأنها مجردة من أي معايير مهنية، لكن الحديث عن التوريث هو ما ينبغي مناقشته لفهم أبعاد الصراع.
وفي المبتدأ فإن التوريث خيار مرفوض دستوريا في اليمن وتناوله يتم في سياقات تولدها حالة الصراع والاحتقان، ليس بين المعارضة والحكم فحسب بل حتى داخل المنظومة الحاكمة، وفي تصوري أن التوريث ليس إلا وهما يتم الترويج له من قبل حركة الإخوان في اليمن كجزء من طموحها للإمساك بالكرسي الرئاسي.
الإخوان بمواقفهم هذه يظهرون قناعة بأن عليهم العمل على خلافة الرئيس والإمساك بالسلطة بعد خروجهم منها، لهذا بدأوا البحث عن رمز يجمع بين مشروعهم للحكم والقائم على التحالف الوثيق بين العقيدة والقبيلة على أن يكون الرمز صاحب ثروة يستطيع تمويل هذا المشروع الخطير والمنافي للعصر ونتائجه تدميرية، وقد بدأت العملية بتسويق حميد الأحمر بطريقة غاية في الإبداع والذكاء، إذ يطرحون أن الشيخ ورجل الأعمال الباهظ الثراء يناهض التوريث حتى لا يلتفت الناس إلى حقيقة أنهم -وكما في كل القضايا- أحلوا توريثه بدلا عن أبيه كزعيم لحزب الجماعة ورمز لبرنامج حكمها عند وصولها إلى السلطة .وصناعة رمز قبلي يملك الثروة والقوة القبلية والإيديولوجية الدينية هي الطريق الأكثر فاعلية للتوريث والتجربة التاريخية للعرب تؤكد أن الجمع بين العصبية والعقيدة والثروة في يد قائد سياسي هي الصانعة للملوك، ولأن حميد رأس عصبية حاشد أقوى العصبيات اليمنية وأن ظهر أنه غير مهتم بالمشيخ في قبيلته إلا أنه يحلم بالتربع على مشيخة اليمن عبر الكرسي الرئاسي ليصبح الشيخ الرئيس حميد الأحمر أو أمير المؤمنين، ومن يتابع نشاط حميد السياسي سيجده يتحرك في كل الاتجاهات لبناء تحالفات واسعة في الداخل والخارج حتى مع تلك القوى التي يتصادم مع مشاريعها السياسية، وقد تمكن بعد أن تماهى مع الأصولية وهضمها أن يوظف قوة التنظيم بعد أن هيمن على رموزه والفاعلين في بنيته من أجل تدعيم تحالفاته، أما أقوى أنشطته فهي تحالفاته التجارية المدعومة بالعصبية والعقيدة داخل قبيلة حاشد، ويقال أنه شريك لأغلب البيوت التجارية الناشئة داخل القبيلة بل أنه أسهم في صناعة تجار جدد يتحركون في كل المجالات وهؤلاء يجمعون الثروة لصالحه ويتحولون إلى قوة فاعلة داخل القبيلة والمجتمع اليمني بفعل تراكم الثروة لديهم، وهم سنده الفعلي بعد الحركة الإخوانية.
انتصاراته الأخيرة ـ التي يظن أنها ستساعده في نيل أهدافه ـ تمكنه من بناء شبكة واسعة من العلاقات التي لحمتها المال السياسي مع القوى الحديثة المعارضة التي أصابها الفشل السياسي، ولكي يوظفها بطريقة صحيحة فقد طور خطاباً منسجماً مع الرؤى المهيمنة على هذه الفئات التي بدأت تتعامل معه كرمز يستحق أن يحكم، وواقع الحال يبيّن أنه لا مانع لديها من أن يصبح الحكم وراثيا في أسرة آل الأحمر المشائخية، فالمال سيد الزمان والمكان في بلد فقير مبدعوه تائهون في البحث عن لقمة العيش.
يستغل حميد طموح الحركة وتهورها في صراعها النافي والمهدد لمستقبل النخبة الحاكمة، ولأن حميد مهموم بالرأس فإن حركته وتنظيمه الإخواني الأثير يحاربون بلغة السلم وفي الوقت نفسه يعملون على تفكيك الصفوف من حول الرئيس بالتركيز على كل المواقع التي يتوقع أن تظهر فيها مراكز قوى تعيق تحقيق جموحه المجنون للحكم، ولهذا يتعمد الحديث عن مشاريع مثالية لخداع تلك المراكز ولتسويق نفسه لدى الجميع، لأن كشف الحجاب عن الثورة الاخوانية القادمة والساعية لتسلم المؤسسة الرئاسية لأسرة مشائخية سوف تجابه برفض واسع من القوى السياسية الحديثة والنخب الثقافية ومن القطاع العريض من المواطنين الذين اكتووا بنيران الموروث الاجتماعي المتخلف.
من الواضح أن الحركة بعد أن اخترق التنظيم السري لها المنظومة الحاكمة بفكرها ومن خلال شبكة العلاقات الطويلة تعمل على توظيف التناقضات الداخلية لخدمة اليوم الذي يصبح فيه الجميع مرافقين فكريا للحركة وحملة سلاح باسم العصبية تابعين للشيخ الملك الأصولي، القادم من العصبية نفسها وللأسرة المشائخية التي كانت تعتبر نفسها شريكة لبيت حميد الدين وصانعة الرؤساء وأنها وحدها الأجدر إن لم تكن هي صاحبة الحق بالحكم، ولأن بنيتها الفكرية القبلية والراسخة لدى حميد وشرعية الفعل ترتكز على وعي القبيلة كما يفهمه الشيخ لذا فإن النتاج هو التعامل مع الآخرين كأتباع، والخطاب المعلن ضرورة فرضها واقع التحولات وزينة لتجاوز المقاومة التي قد تبديها القوى المختلفة، ونذّكر أن الصراع في مراحل التأسيس الإسلامي أضعف الدولة وشتت طاقة النخب، وقاد معاوية ابن رأس قريش معاركه والمصحف على رؤوس الأسنة، وتمكن من أن ينتزع الحكم من الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب باسم العدالة والثأر ليحولها إلى ملك عضوض. ونسأل هنا ما هي أمكانية أن تتحول الجمهورية باسم العدالة وإصلاح الأوضاع ورفض التوريث وتحكيم الشرع إلى مملكة يحكمها المشيخ؟ ومن هو الحجاج القادم المقاتل من أجل ضرب الخارجين على ولي الأمر وبهدف توحيد الصف ودرء الفتنة وتعميم الإيديولوجية الإسلاموية؟
لنكن واضحين.. التوريث مسألة صعبة ومناقضة لتكوين ولشرعية من يحكم، وبقراءة بسيطة سنجد أن الرئيس قادم من فئة اجتماعية وسطى وأغلب المرتبطين بنظامه قادمون من قلب المجتمع، والجمهورية هي من منحتهم القوة، ولان الجمهورية يتناقض مشروعها كليا مع التوريث فلا يمكن أن يطرح كخيار من قبل من يرون فيها أصل وجودهم وجوهر شرعيتهم، لأن شرعية استمرارهم في بنية الجمهورية يعتمد على ترسيخهم للنظام الجمهوري وتطويره لا بالخروج عن قيمه ومبادئه، صحيح أنهم لن يتخلوا عن مصالحهم وتاريخهم لكنهم سيفقدون شرعيتهم بمجرد الخروج عن الإله المقدس بالنسبة لهم ولكل اليمنيين المتمثل بالجمهورية.
ما هي الخلفيات المؤسسة للصراع؟
كان من الضروري أن أتحدث عن التوريث ـ الذي أرفضه ـ ليصبح كلامي اللاحق واضحا، ومضمون الهجوم الذي أخذ مسارات جديدة في ظل وضع وواقع يحتاج إلى التعقل والاتزان يفسر لنا الحال الذي وصل إليه صراع المصالح، ويبيّن أن الصراع السياسي في اليمن أخذ يتسع ويأخذ مسارات خطيرة متناقضة مع الشعارات المرفوعة التي تؤكد على حماية المصالح الوطنية وهي تسعى لتدميرها، وأن التزوير والخداع تصنعه نخب تبحث عن الجديد وهي غارقة في أوحال القديم البالي.
والمتابع المتعمق وبنظرة شمولية والمستوعب للواقع بأبعاده المختلفة سيجد أن النخب السياسية الحالمة بملك اليمن بدأت في صراعها تفقد اتزانها وأعصابها في تناول القضايا الوطنية وتحويل خطاب الفهم والتحليل إلى منهجية منتظمة لا لمعالجة مشاكلنا بل إلى دعاية لتشويه كل من يقف في وجهها، فمن أجل الكرسي والغنائم الناتجة عنه أصبح كل شيء مباحاً، بل إن الثأر من الخصوم أصبحت تديره خطط منتظمة تنتجها المشاريع التائهة في عبودية السلطة، لذا لم نعد نستغرب أنه باسم الله وانتصار شرعه وحتى تكون كلمة الله هي العليا تمارس السياسة بتقنية انتهازية مخادعة بل ومنحطة لدى البعض، وبفاعلية القبيلة ووعيها المحجوب بكلمات الله ولغة العصر ينتج خطاباً سياسياً مشوشاً نتائجه الفعلية تخريب التحولات لا تدعيمها للوصول إلى الغنيمة، ومن أجل الغاية يتم تبرير كل سلوك بما في ذلك الاستعانة بالشيطان من خلف جدر لتدمير كل من يقف أمامهم!! والمتابع لسلوك بعض الشخصيات الطامحة والحركات الدينية المسيسة سيجد أن الشعارات بقيمها العالية وصوتها الرنان والقريبة من أحلام الناس ليست إلا الغطاء والتمويه الذي يخفي الوجه البشع لطبيعة الصراع، ومآلات المستقبل المظلم.
ومن يتابع الآليات التي تستخدمها الإسلاموية اليمنية والتي يهيمن على مسارات فعلها في الفترة الأخيرة الجناح السياسي القبلي، والذي تمكن من إعادة صياغة البنى المختلفة التي يتحرك من خلالها وفق أفكار براغماتية انتهازية ووفق إستراتيجية تدير النضال بالتآمر المتزين بالقيم المثالية، ويهيمن على هذا الجناح تكوين نخبوي يوظف قوة الإسلاموية حتى خارج الإصلاح ليصل إلى هدفه والذي تمحور حول صناعة الرمز لنيل المراد من خلال الزعامة القادمة. ولأن الإسلاموية بقوتها الراهنة ضعيفة ومحاصرة داخل ذاتها فقد أدرك التكوين النخبوي الذي أصبح مستجيبا لمدخلات الخبرة العلمانية بوجهها الآلي في العمل لا الفكري فقد أدرك أن تشكيل قوى داعمة له من خارج مجالها العقدي والفكري ومن قبل قوى رسمية واجتماعية من الأمور الأكثر أهمية لتشتيت طاقة الأعداء وإرباك أي مقاومة أو أي تشكيك بمصداقيتهم، وبهدف تدعيم قوتهم للحظة الحاسمة، بل وتمكن هذا التكوين من توظيف رموز سياسية وثقافية وأكاديمية قريبة من الحركة و تفهم لغة الغرب ومصالحهم لخدمة أهدافهم من خلال تحويلهم إلى قنطرة لمخاطبة قوى غربية وإقليمية. وفي طفرة الصراع وتفكيك العراقيل تولّد لدى القيادات قناعة على ضرورة التماهي مع أطروحات المنظومة الدولية والتنسيق معها وتوظيفها في صراعها مع كل القوى المعرقلة والمهددة لحلمهم الكبير في الهيمنة على المجتمع والدولة، ويتم ذلك من خلال التسويق لنفسها من خلال لبس ثياب فكرية لتغطية ثيابها الطبيعية وطرح نفسها كقوى جديرة بالثقة بالتماهي مع الآخر المتناقضة مصالحه مع مصالح الشعوب، والتأكيد أنها وحدها القادرة على تفهم مصالح الخارج وليس مهما أن تتناقض مع المصالح الوطنية، ويتم تبرير المسألة لإقناع من كان لديه عقل ومصالحه تتركز في العقائد لا في الماديات بأن الحرب خدعة، وبأن كل شيء قابل للتغيير وثبات الحال من المحال وقبول مصالح الخارج في مرحلة الانتقال إلى السلطة والتعاون معه ضرورة تبيح المحظور.
ويمثّل الحزب الإسلامي العراقي نموذجا لتحالف الإسلاموية السلطوية مع الغرب ويقال أن الجناح اليمني للحركة العالمية لعب دورا بارزا في إقناع الجناح المقاوم في الانخراط في اللعبة السياسية العراقية التي أنتجها المحتل وأن المصلحة العليا تقتضي تحويل الأمريكان إلى حليف لتدعيم مصالح الحركة، لأن المقاومة غير واقعية ستجعل النخبة الإسلاموية خارج اللعبة وتجعل مصالح من يمثل الحركة في المستقبل ضعيفة وربما منعدمة وتعظيم مصالح الرموز مسألة مهمة لتقوية الحركة سياسيا واجتماعيا وحتى اقتصاديا مما يمكنها مستقبلا من فرض هيمنتها على المجال السني. ورغم محاولات الحركة الإخوانية في اليمن من تقديم تنازلات كبيرة للأمريكان في قضايا كثيرة إلا أن الشك ظل يحيط بها، ومؤخرا بدأت تتخلى عن جزء من تكوينها وعن زعامات تاريخية لها تنفيذا لإرادة الغرب، ويقرر البعض أن إخوان اليمن بجناحه السياسي القبلي تمكن من الحدّ من خوف واشنطن من الحركة من خلال قبولهم هيمنتها على القرن الأفريقي، والدخول في اللعبة الداخلية في الصومال وإقناع الجناح الصومالي بقبول الهيمنة الأمريكية باعتبارها مدخلاً ضرورياً لتمكينه من المشاركة في الحكم وربما حكم الصومال مستقبلا.
التجربة المعاصرة في اليمن توضح أن كل شيء مباح من أجل الحكم الإسلاموي كغاية، ومن أجله يبرر كل فعل والفتوى السياسية تلوي عنق القرارات باسم الله ويتحول الفعل حتى وإن كان شرا والمنتج عقلا هي كلمة الله المرشدة، مع ملاحظة أن هذا الخداع الذي تحاول النخبة الإسلاموية أن تشرعن له لا يعبر عن الحقيقة الفاعلة والتي محورها المصالح كمحرك للفعل السياسي، ولأن توسيع نطاقها لا يمكن أن تحققه إلا بالسلطة باعتبارها هي المنتجة للثروة والنفوذ وبالتالي استمرار الهيمنة عليها، لذا فإنها قد ركزت كل جهادها وكل خططها للوصول إلى كنز الكرسي، وفي خضم الصراع الجاري تناست القيم والمبادئ التي تؤسس لها عقائد الإسلام، بل والأخطر أن الدعوة الدينية تم عزلها عن الخطاب العام للحركة ووظفتها في تعبئة البنية التنظيمية وفي التأثير على المجتمع لخلق ضباب على جوهر الفعل السياسي الذي تنتجه والذي يتعبد في محراب السلطة وبهدف تزيين نفسها للخارج.
وعلى ما يبدو أن هوسها السلطوي مكن حميد الأحمر من الهيمنة عليها، لأنه الأكثر تحمسا ورغبة في الملك وهو مهديها الرئاسي القادم، وتدعم حماسه وطموحه قوى قبلية ومالية منفعلة مع الخطاب الأصولي وتطمح بحكم اليمن، وترى في الشيخ حميد الأحمر مثلها مثل حزبه رئيسها القادم طال الزمن أم قصر، وقد تمحور نضال الجميع خلال السنوات الماضية حول مسألتين مهمتين المسألة الأولى: إضعاف الدولة وإنهاكها وتوريطها في صراعات داخلية مع القوى المناقضة لمشروع الإسلاموية، وتشتيت طاقتها في لملمة المشاكل التي يسهمون في صناعتها، والعمل على استغلال قضايا الواقع ومشاكل الدولة في تدمير صورة الدولة ونخبتها التي تديرها في وعي الناس، والمسألة الثانية: تدمير القوى الفاعلة والمنافسة لهم في الساحة اليمنية والتعامل مع كل متحد لمصالحهم كعدو، وبالفتوى السياسية أصبح الحلال محوره تدمير الآخر المناهض لمشروعهم بطريقة لا تضعفهم ولا تدخلهم في صراع ينهك قوتهم، وباسم النضال السلمي تقاتل الإسلاموية وملحقاتها الدولة والنخبة المهددة لحلمها الكبير. وختاما يمكن القول إنه الكرسي الإله وغنائمه، وربما مملكة معاوية حاشد المتخيلة والباحث عن الحكم باسم الجمهورية على ظهر العقيدة والغنيمة والقبيلة، ومعاوية ليس مهموما بالعقيدة بل بالغنيمة ولتذهب الدولة المدنية والعصر إلى الجحيم، مع ملاحظة أن الجمهورية في مدلولها هي نتاج ثوري للعصر، وهي لدى الأصولي لا تمثل الدين، ولدى عاشقي معاوية السكارى بالمال السياسي وبالعقائد الصارمة الجمهورية لدى بعضهم خطر، لأنها في حالة تفعيل متطلباتها ولغتها العصرية تحمل ثورة سوف تنتج المدنية الناصعة والتي ستجعل من استغلال الدين في السياسية من الجرائم المعتبرة، لا بحق الدين بل بحق الدولة ومصالح الأمة، وستتحيز للمواطن وسيغدو الشيخ في بنيتها بلا قوة لأنها ستحرر القبيلة من عصبيتها لصالح الحقوق الإنسانية.
لقد غابت الجمهورية في الماضي عبر صناعة الرؤساء في الحاضنة القبلية، فهل ستُبعث روحها بنور التمدن والتنوير التي أسست لهما الثورة في قادم الأيام في ظل تصاعد التحرر الذي أنتجته القوى التي تستند في شرعيتها ووجودها على الجمهورية، أم أن الصراع الراهن بتداخلاته المعقدة وتناقضاته المرعبة والعجيبة ونتيجة لضعف القوى الحديثة سيقودنا إلى تكرار ظاهرة معاوية في اليمن مع فارق الزمن والتشبيه.
المقال القادم سنتحدث فيه عن الآليات الواقعية الظاهرة للعيان والآليات الخفية التي تتبعها الإسلاموية لقطف الثمرة؟ وما هي نتائج اللعبة التي تديرها لا على اليمن بل على مصالحها؟ وسنرشدهم إلى مصالحهم التي ترضي الله ورسوله لا أهوائهم، ونتناول السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث في قادم الأيام، وربما نلمح إلى مواصفات الخوارج في بنية الصراع اليمني وخطرهم، ولماذا سيتحالفون مع حجاج معاوية؟

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى